البحث

السبت، 3 سبتمبر 2016

" هو ، هي " !


في نِهايةِ حَفل زِفَافِهما .. وَقْفا – هيّ بِفُستانْها الأبيضّ ، وهوَ بِبدلتهِ السّوداء - ، أمامَ عُشِ زَواجِهما وأيديّهُما مُتشابكة ، في وجودِ جميعُ منْ يَحتَفِلون بِهما ، فذاكَ يَعزفُ على الطبلةِ وتلك تردد أغانّي شّعبية وأخرى تُطلق زغاريت الفرح بِكُل ما أوتيتْ منْ فرح .!
وفي لحظاتِ الفرحِ تلكْ ، إذ بصوتٍ يخترق ضجيجَ الفرحِ فَيُوقفه ، إذ بها هيّ قائلة : " أوقفوا المُوسيقى" ! ، فتتجمدّ المُوسيقى بِتَجمُدِ عازفيها منْ دهشة الموقف ، لتفلتَ يدها من يدهِ فَينصَعِقُ الجميعُ مِنَ الصدمة ، تَبتعد عنهُ خُطتوتينِ هو منْ لا يزالُ فاتحاً فاههُ مندهشاً ، فصرختْ به : " تحركْ للخلفِ خُطوتينْ منْ فضلك !" ، فعادَّ للوراء بِكُل دهشةٍ ثقيلة ، وهي بدورها عادَّت للوراءِ خطوتينْ ، حَدثً هو نفسهُ قائلا في سرهِ : " هل غيرتْ رأيها بالزواج منّي الآن ؟! ، هل يعقلُ أنّها .. " ، وأفكارٌ كثيرة ازعجتهُ فَستعجَلها قائلاً : " ما الأمر ؟! " ..!
في دَوامةِ الصمتِ ، قررت فتحَ فَاهِها والإفراجِ عمَّ يجولُ في خَلدِها ، فقالتْ : " أنَّ الرَجُل هوَ منْ يُسعدُ زوجتهُ و يُكرمُها و هو أيضاٍ منْ يُتعسُ زوجتهُ و يَذُلها ، إذا كان فيكَ سعادةٌ لي فأنّا لكَ سعادة ، وإذا كانَ فيكَ ذُلٌ وتعاسةٌ لي فأنتَ في طريقكَ وأنّا في طريقي من الآن .. فماذا قُلت ؟!
حملقَ فيها متأملاً جدية مَلامِحها تلكَ اللتّي يُحبها ، وأبتسم إبتسامةَ بًلسمٍ وَ إطمئنان ثُمَّ قال : " أيَتُها الغَبيّة ، أنّتي السَعادةُ لِنفسّي ، والراحَةُ لِقلبي ، والحياةُ لِروحي ،أنّتي أنا ، أنّتي كياني ، فَكيفَ أذُلُنّي وأُتعِسُنّي ؟! " ، فَضحِكتْ وهي تمدُ لهُ يدها وقالتْ : " أُحبك ." ، فرد عليّها : " انّا مُغرمٌ بكِ " وأشّار للجميع بِإكمال غنائهم وعزفهم ، والبسمة تعلو وجُهَهُم ، فهوَ رَجُلٌ بِحق ، وهيَّ نِعمَ السعادةِ له ..
"
لا تَجعل زَهرتّكَ تَذبُل ، فتَذبل منْ بعدِ ذُبولها ألف مرة تعاسةٍ ضَعفَ اللتّي أهديتَها لها " ...!


                               
خاطرة بقلمي : سناء قبها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق