البحث

الأربعاء، 21 سبتمبر 2016

أحببتُ كاتبة - الجزء (9) .. " المذكرة " ...

....(9)... " المذكرة " ...
،
ندى ،،
إسمها ندى الصباح إذا ،،
كاتبة رواية " حياتي خطيئة " .. ليست مجرد فتاة تذهب للمقهى لتكتب فقط لمجرد الهواية اذا ، إنها كاتبة حقاً ،،
إسمها مكتوب على المذكرة بخط جميل يغريني بتصفحها ،،
لا .. ربما فيها أمورٌ خاصة لا يجب أنّ أفعل هذا ،،
لكن .. حسنا يجب علي قتل فضولي وإعادتها لها ،،
هل أعيدها لها أم أنتظر قليلاً ؟! .. أم ..؟ ،،
حسناً سأعيدها لدرج المكتب ولنْ ألمسها أبداً سأعيدها لها ،،
هذا أمر محير أعيدها أمْ أتصفحها ؟! ،،
في وسط حيرتي تلك دخلت والدتي تخبرني أنّه موعد العشاء .. ويجب علي تناوله لأجل الدواء ،،
حسناً .. لنْ أفكر بلأمر سأتناول دوائي كي أشفى ،،
هل أذهب لرؤيتها هذا المساء ؟! .. حسنا شعور غير بعدم الرغبة في فعل أي شيء ينتابني فجأة ،،
أشعر بأنّها لنْ تكون هناك اليوم ،،
ربما يجب أنّ أستلقي على الأريكة في الصالة ومشاهدة التلفاز ،،
أو ربما يجب علي التحدث إلى أبي عن بخصوص العودة للعمل .. لا يريدني أنّ أعمل الآن ، غير مقتنع بأنّي شفيت ،،
أو ربما يجب علي الإتصال بصديقي للحديث معهُ قليلاً ،،
لا .. لنْ أزعجه ربما ذهب كالعادة لرؤية فتاة ما لا أريد أنّ أخرب عليه الأمر وينزعج مني مرة أخرى ،،
أو ربما أتحدث لوالدتي عن أمور تدور في رأسي أو عنْ مشاعر تختبء في قلبي ،،
هل أخبرها عنها ؟! ،،
حسناً لا أرغب بفعل أي شيء أبداً .. لكنْ لما يخطر في بالي فجأة الكثير من الأشياء لفعلها ،،
هل أتصل بها .. ندى حسنا قمر ، بما أناديها الآن ؟! ،،
على أي حال هي لم تعطني رقمها بعد ،،
سأنديها قمر لنْ أخبرها أنّ مذكرتها لدي وأنّي عرفت أسمها الحقيقي وبعضا من الأمور عنها مثل أنّها كاتبة بحق ،،
أو لا .. لا .. يجب أنّ أعيدها لها وأخبرها بلأمر بتتفهم ذلك ،،
لا .. لنْ أفعل أريد تصفحها ، أو يجب أنّ لا أتصفحها ،،
ما هذا وكأنّ مغناطيس قوي يجذبني إلى غرفتي لأفتح درج المكتب ، إنّها أمامي الآن ،،
حسناً .. لنْ ألمسها سأغلقهُ وأذهب للفراش سأنام ،،
الأمر مزعج .. التقلب في الفراش هكذا أمرٌ مزعج لا أستطيع النوم جيداً ،،
ربما يجب أنّ أعيدها كي أتخلص من هذه الحيرة نهائياً ،،
سأعيدها إذا حين أراها وسأطلب منها رقمها للإتصال بها ،،
تقلبتُ كثيراً طوال الليل لكنّي في النهاية نمت دون أنْ أعرف كيف ،،
أشعر بالنشاط بشكل مفاجئ ،،
هل أذهب مع والدي للعمل أم أذهب لرؤية سالم في عمله ،،
ذاك الشقي زير النساء أشتقتُ له ،،
هل أخبره عن المذكرة ؟ .. هل أخبرهُ أعرف شيئا عنها الآن ؟! ،،
أقصد أسمها ..
أو ربما لا .. لا أريد أخباره الآن حتى يأتي لي ببعض الأمور أنّ استطاع عنها ،،
أرتديتُ ملابسي .. ألقيتُ تحية الصباح على والدي ،،
كعادتي كل صباح ذهبتُ للمقهى لأحتسي قهوتي هناك على الطاولة تلك ،،
النادل فضولي جداً .. نظراته تخبرني بذلك دون أنّ ينطق بكلمة ،،
ربما يخمن برأسه الآن أمور كثيراً .. رؤيته لي بتلك الحال وإعطائة لي للرسالة ،،
حسناً لقد لعب دوراً جيداً حين عمل كمرسال ،،
تركت المقهى وتركتُ خلفي نظرات النادل الفضولية وذهبتُ حيثُ يعمل سالم في شركة الإعلان ،،
رأيتهُ من بعيد يعمل مع أمرأة جميلة .. ملامحها ليست غريبة علي !! ،،
أظنْ أننّي رأيتها من قبل .. أو ربما تهيأ لي ذلك ،،
أرسلتُ رسالة قصيرة لسالم تخبره أننّي في الخارج أنتظره .. وأنّ هناك أمراً مستعجلاً ،،
ولمْ يلبث إلا قليل منْ الوقت حتى جاء إليّ لاهثاً ،،
- سالم :" صباح الخير " .. لاهثاً
- " صباح الخير .. أشتقت لك صديقي " .. ضممته
- سالم :" لمْ يمضي وقتُ طويل مذ رأيتك يا رجل .. ثم ما الأمر المستعجل " .. بإستغراب ودهشة
- " حسناً .. كل ما في الأمر أنّي أردتُ رؤيتك " .. مبتسماً
- سالم :" هل تمازحني الآن ؟ .. ألا ترى أنّي مشغول بالعمل ، أذهب سأراك لاحقاً حين أنتهي " .. زجرني بقوة
- " ما بك ؟ .. حسناً على أي حال أنّا ذاهب للعمل ، أشعر بالنشاط فجأة .. مر عليّ هناك " .. بعدم رضا
- سالم :" العمل ؟ .. لا تزال مريضاً عد للمنزل سأتي لرؤيتك هناك" ..بقلق
- " أنا بخير .. لا تقلق ، لكن من تلك السيدة التي تعمل معها ؟" .. بفضول
- سالم :" لما ؟ " .. بإستغراب
- " تبدو ملامحها مألوفة لدي .. لا أعلم " .. بحيرة
لمْ أكد أتم جملتي وقبل أنّ أسمع أي رد منه جات تلك السيدة تستعجله لأجل العمل ،،
- السيدة :" سالم أستعجل لدينا الكثير من العمل اليوم "
- سالم :" حاضر سيدة نرجس "
وما أن رفعت تلك السيدة رأسها ورأتني حتى تغير لونْ وجهها وأرتبكت ، ترى هل تعرفني ؟! ،،
كيف لها أنّ تعرفني ونحن لم نتقابل منْ قبل ؟! ،،
ربما تشبه علي أحداً ما ؟! ،،
- " هل هناك خطبٌ ما في وجهي سيدتي " .. سألتها بتعجب
- " لا .. لا .. أبداً ، أنّا ذاهبة .. سالم ودع صديقك وأتبعني" ..بعجلة
نظرتُ لسالم كانتْ تعابير وجهه غير عادية ، وكأنّ أمراً ما يعرفهُ هو ولا أعرفه أنا ،،
ترى ما هو هذا الأمر ؟ .. هل أسأله ما خطبه أم أذهب دون أنْ أقول شيئاً ؟ ،،
- " حسنا أنّا ذاهب .. موفقٌ في عملكْ "
- " سأتصل بك " .. نبرة صوت غريبة
- " حسنا سأنتظر إتصالك " .. مبتسماً
ما هذا جئتُ لهُ بحيرة واحدة .. وأذهب من عنده بحيرتين ،،
ليتنّي لمْ آتي .. هكذا قلتُ لنفسي ،،
ما بها تلك السيدة لما خطف لونها حين رأتني ؟ ،،
ما الذي يخفيه سالم ؟ .. سأجنّ ، فضولي يقتلني ،،
سأنسى الأمر .. سأذهب للعمل لمساعدة والدي الذي يرفض مساعدتي له وأنّا في هذه الحال .. لكنْي مللتُ الجلوس في المنزل ،،
دخلتُ مكان العمل في دهشة من والدي والجميع .. حاول أبي ثنيي وأعادتي للمنزل لكنّي أصريتُ على البقاء و وافق بعد عناء على ذالك ،،
بقيتُ هناك حتى حل المساء أخيراً ،،
سأذهب لرؤيتها .. شيءُ ما يخبرني أنّها هناك ،،
ذهبتُ أسرع الخطة وأبتسامتي تملئ وجهي .. أريدُ رؤيتها اليوم بشدة ،،
لقد كانت هناك فعلا حينْ وصلت ،،
ضممتها .. هذا ترحيبي الخاص برؤيتها خاصة أنّي لم أرها بلأمس ،،
- " آسف لعدم حضوري بلأمس "
- " لا .. لا بأس ، لم أحضر أنّا أيضاً .. كنتُ نائمة "
- " اذا متعادلان " .. وضحكت
تململت في جلستها .. وكأنّ في فمها سؤال ،،
- " سامي .. هل .. هل رأيت مذكرة متوسطة الحجم بغلاف بني اللون ؟" .. بإرتباك
- " مذكرة ؟ .. لا لم أرها ، هل هي مهمة ؟ " .. محاولا إخفاء كذبي
- " مشاعري .. أسراري .. وما أفكر ، جميعها مدونة عليها" .. بحزن
- " لا تحزني ستجدينها " .. واسيتها
لا أعلم لما أنكرتُ أمر وجودها معي ، " مشاعري .. أسراري .. وما أفكر" ، جملتها تلك جعلتْ فضولي نحو تصفحها يزداد ،،
أشعر وكأنّي قادر على قرأتها لكنّي .. لكّني لا أستطيع لسببٍ غريب ،،
ربما أريدها هي أنّ تخبرني بكل ما تحتويه المذكرة .. ربما لسبب أخر ،،
- " قمر .. هل يمكننّي معرفة رقمك للإتصال بكِ ؟ "
- " ليس لدي .. ليس لدي هاتفٌ نقال " .. نظرت إلي
- " لكنّكِ كبيرة .. كيف ليس لديكِ هاتفٌ نقال ؟ " .. بإستغراب
- " لا أحتاجه .. أذا أردت سأحضر واحداً " .. مبتسمة
- " لا أنّا سأفعل .. سأحضر لك واحداً " .. مبتسماً
لمْ تعلق بعد ذلك بأيّ كلمة وغيرت مسير الكلام ،،
وما هي إلا دقائق حتى جائني إتصالٌ من سالم ،،
أخبرتها أنّ صديقي ينتظرني وأنّ علي الذهاب ،،
- " صديقي سالم ينتظرني في المنزل الآن .. يجب علي الذهاب"
- " سالم ؟ .. الأسم يذكرني بأحدهم " .. سرحت بفكرها
- " أحدهمٍ ؟ .. منْ " .. بفضول
- " لا .. لا يهم أنّهُ مجرد شخصٍ غريب الأطوار يعمل مع والدتي بالعمل ، لا يكف عن مغازلة الفتيات .. غريب جدا ، شاب غريب " .. قالتها بإنفعال
- " شاب غريب يحب مغازلة الفتيات إسمهُ سالم ويعمل مع والدتك .. لقد فهمت " .. بدهشة
عدتُ بذاكرتي إلى الصباح القريب ، هل تلك السيدة والدتها .. إذا ما حاولتُ التدقيق بلأمر فهي تحملُ ملامح مشابهة لقمر ، هل سالم الذي تخبرني عنه هو صديقي ؟!
- " أمكِ أينَ تعمل؟ "
- " تعمل في شركة للإعلان .. لما؟ " ..بإستغراب
- " لا ..لا شيء ، مجرد فضول "
أنّه هو إذا ..
ربما يعلمُ أنّها الفتاة التي أحدثهُ عنّها ! ، ربما لا ..
لا أظنّ فهو لم يرها منْ قبل .. لكنّي لم أرتح لتعابير وجهه في الصباح ،،
لم أرتح لردة فعل تلك السيدة أيضاً حينْ رأتني ،،
وكأنّها تعلم منْ أنّا .. وكأنّهُ يعلم بأمر أجلهه ،،
ودعتها وأنتظرتها حتى دخلت منزلها ،،
وفي طريق عودتي للمنزل فكرتُ كثيرً .. أينْ رأيت تلك السيدة بالضبط ؟ ،،
حسناً .. والدتها ؟!
أذكر أنّي رأيتها ذات مرة في المساء .. لمْ أستطع رؤية ملامحها جيداً ،،
كان حينها غاضبة جداً .. وقاسية ،،
فكر أيها الغبي .. حاول إسترجاع ملامحها في ذهنك ، يبدو أن عقلي قد أصابهُ العطب في المشفى ،،
حاولتُ كثيراً إسترجاع ملامح والدتها ومطابقتها مع ملامح السيدة لكنّي لمْ أستطع ،،
أنّه الصداع مجدداً .. والدتها أمْ لا ؟! ،،
ربما والدتها .. ردة فعلها تلك كفيلة لتكون دليلاً ، ربما لا ؟! ،،
الدوامة ....
ربما المتاهة ...
أينْ المخرج الآن ؟ ...
وصلتُ إلى المنزل دونْ أن أشعر بطول الطريق من كثرة التفكير ،،
دخلتُ لأجد سالم بإنتظاري في غرفتي ،،
ما أنّ دخلتها حتى رأيته يقرأها .. يقرأ المذكرة ،،
ما أنّرأيت ذلك حتى أسرعتُ نحوة دون وعي منّي لأخذها من بيد يديه ،،
- " كيف .. كيف تفعل أمراً كهذا ؟ " .. بغضب
- سالم :" لمْ أفعل شيئا .. كنت أقرأ فقط " .. ببرود مشيحا وجهه عنّي
- " تقرأ ؟ .. ألا تعلم أنّك قد عبثت بشيءٍ لا يجب عليك العبث به " .. بغضب
- سالم :" ندى الصباح .. كما توقعت ، إنّها هي الفتاة نفسها " .. بتهكم
- " ماذا ؟ .. هل تعرفها ؟ " .. بدهشة
- سالم:" أجل منذ وقتٍ قصير .. حسناً والدتها تعمل معي ، لكنْ هل تعرفك ؟ .. أقصد والدتها .. سألتني عنّك " .. بإستغراب
- " اذا هي والدتها .. لمْ أكنْ مخطئا حين أحسستُ أنّ ملامحها مألوفة لدي " .. بدهشة
- " تعرفها اذاً " .. بتهكم
- " ما بك ؟ .. لما تتصرف على هذا الشكل الآن ؟ ، لقد رأيتها مرة كان ذلك مساءٍ ولم أستطع رؤيتها جيداً .. كنتُ محتاراً إذا ما كانتْ هي أم لا .. شبهها بندى كبير "
- سالم :" أنا أحسدك ..فتاة جميلة وذكية ، أحسدك " .. بنبرة حادة
- " ما بك ؟ .. لا تبدو كسالم الذي أعرفه ، ثم لما لم تخبرني بأمرها حين علمت منْ تكون "
- سالم :" لقد علمتْ بنفسك .. ما الفرق "
- " لقد بدأت تستفزني بحركاتك وكلماتك .. هل تريدني أنّ أضربك؟" .. بغضب
- سالم:" هدئ من روعك يا صديقي .. والدتك ستسمعك "
- " يبدو أنّ عليكَ الذهاب قبل أنّ نخسر صداقة بعضها لسبب غير واضح وغير مفهوم ... فتصرفاتك غريبة جداً " .. كاظم غيظه
- سالم :" ويبدو أنّ عليك الإطلاع على ما كتب بداخلها "
قالها وذهب ..
لم يقل وادعاً حتى ،،
صفع الباب خلفهُ بقوة أفزعت والدتي ،،
إنهالت علي والدتي بالكثير من الأسئلة القلقة .. لكنّي لمْ أجبها أبداً ،،
ما به ؟ ،،
هل ربما .. لا لا كيف هذا ! ، لا يمكن أّنّ يكون قد أحبها أيضاَ ،،
هذا اليوم هو اليوم العالمي للحيرة على ما يبدو ،،
نظرتُ للمذكرة بين يدي وتسألتُ ما الذي قرأه ؟ .. ما مدى ما قرأ ؟ ،،
لكنْ لا يزال شيئا ما يمنعني من قرأتها رغم رغبتي الكبيرة في فعل ذالك ،،
وضعتها في الدرج بسرعة قبل أنّ أضعف .. سأعيدها لها ،،
قرار نهائي ..
الصداع يزداد ..
الحيرة تحاصرني ..
الفضول يقتلني ..
صديقي يقتلني ..
صديقي حقاً يقتلني ..
                                يتبع ،،
                                بقلمي \ سناء قبها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق