البحث

الاثنين، 26 سبتمبر 2016

أحببتُ كاتبة - الجزء (10) ..." تَسَاقُط الأوراقَ الخريفيّة " ...

...(10)..." تَسَاقُط الأوراقَ الخريفيّة " ...
 ،
إنّه الصباح يُطلُ علي من نافذة غُرفتي ،،
لزعةُ بردٍ تقرصُ جسدي تجبرني على التوجه إلى الخزانةِ لإرتداء معطفٍ دافئ ،،
أفتحُ نافذة غرفتي أتأملُ المنظر الخريفي في الخارج .. تساقط الأوراق الذهبية من على الأشجار .. وتساقط خفيف للأمطار .. وبعض البرودة في الجو ،،
إن الجو يغريني للكتابة .. بشكلٍ غريب أشعر أنّي أريدُ أنّ أكتبْ منذ مدة جيدة لم أمسك قلماً أبداً .. خاصة عندما أضعتُ مذكرتي ،،
إتجهتُ حيثُ الآلة الموسيقية .. أشعلُ موسيقى بيانو هادئة ،،
تتنبهُ أمي للصوت فتطلبُ مني النزول لإحتساء القهوة الساخنة سوياً ،،
شعري المبعثر على وجهي .. إختبائي داخل معطفي الدافئ .. ملابس النوم لا زلتُ أرتديها .. حافية القدمين أنزل حيثُ أمي ،،
ألقي عليها تحية صباح خريفي بارد .. أجلسُ مقابلة لها على طاولة المطبخ .. أطالبُ بنفجان قهوتي لتحضره وتضعهُ أمامي ،،
- أمي :" يبدو مزاجكِ جيداً اليوم ؟ " .. كمن يخفي أمراً ما
- " أحب الأجواء الخريفية كما تعلمين .. تغريني للكتابة " .. بهدوء
- امي :" لا تكتبي .. دعكِ من الكتابة عزيزتي " .. بقلق
- " لا تقلقي يا أمي الكتابة لا تؤذي " .. احاول طمئنتها
- امي :" أذيتني من قبل بروايتك الأخير .. هل تذكرين ؟ ، حياتي خطيئة .. انتِ كنتِ ولا زلتي كُل حياتي ، لكنكِ الخطيئة التي لا تنفك تذكرني بالماضي كلما نظرتُ إليها ، عزيزتي دعكِ من الكتابة ارجوكِ" ..بقلق
- " أمي .. ألا زلتِ تحبين والدي ؟ " .. بفضول
تردد أمي عن الإجابة .. تجمدت في مكانها ، لا تعلم ما تجيب .. يبدو أنها لا زالت تحب ذاك الذي هجرها وهي حامل دون أن يودعها .. دون أنّ يقول لها أي شيء ،،
لم تجب بل غيرتْ مسار الحديث ،،
- أمي :" سألني عنكِ سالم " .. ترتشف رشفة من فنجانها
وضعتُ فنجاني من يدي .. لقد دهشتُ من سؤاله عني رغم أنّي لم ألتقيه سوا مرة واحد فقط ،،
- " لما ؟ " .. في دهشة
- أمي :" كان يشعر بالفضول حول أي الفتيات تكونين .. وأجبته أنّكِ قد تبدين رتيبة الشكل هادئة الطبع عادية ، لكنْ حقيقتك مختلفة .."
- " مختلفة ..؟ "
- أمي :" ما قصدتهُ أنّ هدوئك ما هو إلا إنعكاس لصخب الأفكار في رأسك .. رتابة شكلك ما هي إلا لكونك لا تعيرين شكلك إهتماماً بقدر ما تهتمين بتلك الكتب وقرأتها .. يبدو أنّه مهتم بكِ كي يسأل عنكِ هكذا "
- " لا أبداً لا أظن .. ثم تعلمين ذاك الشاب .. إنسي الأمر أمي "
- أمي :" ما أسمه ؟ " .. بإرتباك
- " آه .. سامي ، أسمهُ سامي أمي "
تنبهتُ لإهتزاز فنجان القهوة بيد أمي والصعوبة التي تتكبدها لرفعه إلى شفتيها ،،
- " أمي .. هل من خطبٍ ما ؟ " .. بقلق
- أمي :" لا أبداً .. علي الإستعداد للعمل " .. بإرتباك واضح
- " أمي اليوم عطلة .. ما بكِ ؟ " .. بإستغراب
- أمي :" حقاً .. أظننّي سأخذ قسطاً من النوم " .. تنهض من مكانها
- " أمي .. ألم تستيقظي منذ قليل ؟ "
- أمي :" الجو يغريني بالنوم عزيزتي لا تهتمي .. أشتاق دفئ الفراش فجأة الآن " .. تذهب لغرفتها
حاولتُ معرفة ما بها لكنْ .. أمراً غريبا يبدو أنّه قد حدثَ معها ،،
لنْ أضغط عليها الآن .. سأدعها تستريح ،،
صعدتُ غرفتي .. بدلتُ ملابس النوم بأخرى للخروج ،،
سرحتُ شعري وزينتهُ بربطة شعرٍ على شكلِ فراشة برتقالية كلون أوراق الخريف ،،
وضعتُ رسالة لأمي تخبرها أنّي خارجة .. قررتُ قصدّ المقهى للكتابة منذ مدة بعيدة لم أذهب إليه ،،
أرتديتُ المعطف الأحمر فوق ثوبي الأسود مع حذاء أسود اللون ،،
حملتُ حقيبتي البنية .. وخرجتْ ،،
سرتُ في الطرقات .. الأمطار الصباحية الخفيفة كانتْ قد جعلتها مبللة ، والأوراق هنا وهناك على جوانب الطريق وحول الأشجار ،،
هبتْ نسمةٌ باردة جلعتنّي أنكمشُ داخل معطفي الثقيل .. الشتاء يقترب ،،
ها أنّا الآن أمام باب المقهى .. سأدخله متائلة إذا ما كنتُ سأجد ليل أقصدُ سامي بالداخل أم لا ،،
حسناً ..
دخلتهُ ولحسنْ حظي كان مكانّي المعتاد فارغاً وكأنّه ينتظر قدومي .. إتجهتُ نحوه نظرتُ نحو النافذة قليلا ثم جلستُ على الكرسي ،،
وضعتُ الأوراق والقلم على الطاولة وطلبتُ قهوة من النادل ،،
وما هي إلا دقائق حتى جاء النادل يحمل بين يديه صينية موضوعٌ عليها فنجنان القهوة والكثير الكثير من الفضول في عينيه ،،
لمْ أعرهُ الكثير من الإهتمام .. إنحنيتُ على أوراقي أكتب .. لم أُعر القهوة أي إهتمام فلقد إحتسيتها بالفعل مع أمي في الصباح ،،
أكرهُ طعهما المر .. لكنْ لا أعلم لما لا زلتُ أحتسيها !! ،،
على أيّ حال جئتُ لأكتب .. سأصف الطقس ، الطرقات .. أوراق الأشجار المتساقطة ، النافذة المغلقة .. والمقهى الدافئ ، ومعطفي الملقى على الكرسي بجواري ،،
بقيتُ أكتب لمدة لا أعلمها منهمكة بتأمل الأشياء حولي والكتابة عنها بشغف ،،
رفعتُ رأسي أتنهد الصعداء لأتفاجئ بوجوده أمامي ،،
- " يا إللهي لقد أخفتني " .. فزعة
ضحك ولا أعلم لما .. هل رؤيتي فزعة تثير الضحك إلى تلك الدرجة ، مسألة وقت ووجدتُ نفسي أضحك معه ،،
- " بدوتِ كمنْ رأى شبحاً " .. يضحك
- " بل رأيتُ ما هوا أسوأ .. وجهك " .. بغضب
- " حقاً .. لم أكنْ أعلم أنّ وجهي سيء إلى هذه الدرجة المرعبة" .. بدهشة
- " حسناً .. أنتَ الآن تعلم ، ماذا تفعلُ هنا ؟"
- " أنا كل يومٍ هنا .. إنتِ ما الذي تفعلينه هنا ؟ "
- " جئتُ للكتابة .."
لم أكمل كلامي حتى رأيتهُ يحمل فنجان قهوتي اللذي برد ليأخذ منه رشفة جعلت ملامحهُ غريبة ،،
- " بارد .. لمْ ترشفي منه ولا رشفة واحد ، لا بدّ أنّكِ كنتي منهمة جداً بالكتابة"
- " هل تريد أنّ تقرأ ؟!" .. مبتسمة
- " أجل أريد " .. مبتسماً
تناول الأوراق وبدأ بالقراءة دون توقف وملامحُ تظهر كم هو سعيد بهذا ،،
تأملتهُ بدون قصدٍ منّي .. عيناه كانتّا لامتان جداً ، وإبتسامته تكاد تشق وجهه نصفين من سعتها ،،
يحمل الأوراق بيد ويحرك فنجان القهوة بيده الأخرى .. تأملتُ حركة يده جيدا ، كان يلعب بفنجان القهوة يديره في دوائر .. وكأنّ عقلهُ تائه في دوائر مغلقة ! .. رفعهُ إلى شفتيه ليأخذ رشفتة توقظهُ من غرقه في القراءة ،،
- " القهوة الباردة .. نسيتُ أنّ أطلب غيرها " ... وضحك
طلب من النادل إحضار كأسين من الكاكاو الساخن وعاد للغرق في ما كان يفعل ، ورقة تلو الأخرة يقرأ وأنأ أتأمله ،،
تنبه لي .. يا للإحراج ..،،
- " هل من خطبٍ ما في وجهي؟ " .. بإستغراب
- " لا .. لا ..أبداً " .. بإرتباك
أشحتُ وجهي عنهُ بسرعة نحو النافذة ،،
- " الجو جميل جداً .. متى يأتي الشتاء ، أحترق شوقاً له " .. تنهيدة
- " تحبينه ؟ "
- " من؟ "
- " الشتاء بالتأكيد .. تحبينه؟ "
- " جداً "
كانْ يتعمد النظر في عينّي مباشرة .. لا أستطيع إخفاء إحمرار وجنتي وأخشى ألا ينتبه ، قلبي ينبض بسرعة .. وأكاد أختنق ،،
- " هل بكِ أمراً ما ؟" .. بقلق
- " لا أبدا .. لا تقلق"
لما يبدو جميلاً ومغرياً اليوم على غير العادة هو أيضاً ،،
- " هل أعجبتكْ ؟ " .. مشيرة للأوراق
- " أجل .. جميلة جداً ، كلماتك ساحرة " .. مبتسماً
إبتسمتُ له .. وشعرتُ أنّ قلبي أيضاً يبتسم ،،
هنا قاطعنا النادل .. لقد أحضر الشراب الساخن ،،
- " لما طلبت الكاكاو بدل القهوة ؟ " .. بإستغراب
- " لا أعلم .. خيل إلي لو طلبتُ القهوة أنّكِ ستتركينّها لتبرد ولنْ تشاركيني فيها ، لكنّي أريد أنْ نشرب شيئا ما سوياً ونحن نتحدث " .. مبتسماً
- " لقد فهمت " .. مندهشة
تحدثنا كثيراً عن أمور عدة لأمور مرة .. عن حبي للقراءة والكتابة ، وعن رغبته بقرأة شيئاً أخر ،،
تحدثنا عن والده والعمل وعن والدته وطيبة قلبها ،،
أخبرتهُ عن والدتي الشيء الكثير .. ولمْ أقل أيّ شيء عن والدي أبداً ، ربما لأني لا أعرفه ،،
حفظتُ كل شيءٍ قاله من أسماء وأشياء في عقلي ،،
وهنا حدث ما لمْ يكن متوقع أبداً .. جاء من كشف حقيقتي أمامه ،،
شعرتُ كمن نزع عنه ردائه الدافئ وسط الثلوج المنهمرة ،،
- شاب غريب :" ألستي الكاتبة (ندى الصباح) " .. متسائلا
لم أعلم ما أفعل .. بقيتُ مكاني دون حراك ، متمنية أنّ هذا حلم وأنّه لا يسير نحوي مشيراً إلي بإصبعه يسألني إذا ما كنتُ ندى أم لا ،،
لكنْ لما ملامح ليل بتلك الهدوء ؟! ،،
- " أجل إنّها ندى الصباح الكاتبة .. هل انتَ معجب بكتاباتها ؟" ..بهدوء
- الشاب الغريب :" أجل سيدي .. أحب كل أعمالها " .. بحماس
- " كل أعمالها ؟ .. هل لديها أعمال أخرى غير (حياتي خطيئة) ؟" ..بإستغراب
- " أجل .. ( ذكريات مشوشة) أنصحك بقرأتها إذا كنتَ مهتماً "
- " أشكرك .. سأفعل " .. مبتسماً
لم أستطع إستيعاب ما حصل ، طلب صورة معي .. ذاك الشاب الغريب أقصد لقد تصور معي وذهب بعد حصوله على توقيع على رواية لي كان يحملها ،،
لكنْ ...
هدوء ليل أقصد سامي هدوئه وتصرفه ذاك ...
هل يعلم ؟ .. منذ متى ؟ ...
كنتُ مندهشة جداً ...
- " تفضلي .. أظنْ أنّها تخصك " .. مبتسما
مذكرتّي ؟ .. معه ؟ .. هل إطلع عليها ؟ ،،
شلَّ عقلي عن التفكير برهة من الزمن .. أخذتُ وقتاً في إستيعاب ما حدث ثم ..
- " لكنك قلتَ أنّها ليست معك " .. بإستغراب وإرتباك
- " آسف .. كنتُ سأعيدها حينها لكن .. "
قاطعته وملامحي تنم عن الغصب والحزن .. أحوال أمساك نفسي ،،
- " إلى أي حد .. إلى أي حد قرأت منها؟ " .. بحزن
- " أسمك .. فقط إسمك هو ما قرأته " .. بهدوء
صعقتْ .. كيف يعقل ألا يقرأ منّها شيئا سوى إسمي ؟!! ،،
- " هل أنتَ جاد ؟ .. أليست كذبة أخرى ؟" .. بإنفعال
- " أقسم لكِ "
- " لما .. كانتْ لديك وفيها كل شيء عنّي ، لما لم تقرأها " .. بإنفعال
- " أريد معرفتك بنفسي .. لا أريد قرأتك " .. هز رأسه
بدأتُ أهدأ .. ساد الصمتُ فترة من الوقت ،،
أيّ نوعٍ من الشبانْ تكون ،،
أتسائل ،،
قررنا الخروج للسير سويا .. ساعدني في إرتداء معطفي الأحمر ، ودفع الحساب عن كلينا ،،
حملتُ حقيبتي .. وضعتُ المذكرة داخلها كانت بحجم متوسط تتسع لجيب معطفه البني الذي يتردتي تحته كنزة بلون السكر .. ألوان خريفية ،،
سرنا معا جنبا لجنب بصمتْ ،،
لاحظتُ أنّ فيه خطباً ما وسألتهُ إذا كان يعاني من توعك في صحته أو يعاني من مشكلة ما فهز رأسه بالنفي ،،
وبعد وقتٍ قصير ..
- " مؤلمٌ جداً ذاك الجرح الذي يسببه الأصدقاء "
- " هل تشاجرت مع صديقك ؟ "
- " أجل .. تقريبا "
- " هذا مؤسف جداً "
مدتتُ يدي أمسك بيده وأضعها داخل جيب معطفي .. أظنّها مواساة جيدة ،،
- " أمي أيضا كان غريبة جداً هذا الصباح .. سألتني عن إسمك" ..بحيرة
- " والدتك ؟ .. سألت عن إسمي " ..بدهشة
- " أجل .. لقد رأتنا في تلك الليلة حينَ فقدتُ مذكرتي"
- " آه .. لقد فهمت ، وهل أزعجها الأمر؟ "
- " ظننتُ أنّهُ أزعجها في البداية .. لكنّها لمْ تكنْ معارضة للأمر"
- " هكذا إذاً .. هل هذا يعطي مجالاً للتعرف عليها رسمياً؟"
- " ليس الآن .. فنحن لا زلنا في البداية كما تعلم " .. مبتسمة
- " لا أظنّ .. لقد تجاوزنا البداية منذ مدة ، لكنْ الخطوة التالية تبدو ثقيلة نوعا ما" .. بإحباط
-" أجل " .. بإحباط
وصلنا المنزل .. ودعتهُ وطلبتُ منه الإعتناء بنفسه ودخلت ،،
كان يوما غريباً .. بارد دافئ .. حزين سعيد .. جيد سيء ، مليء بالمفاجأت على ما يبدو ،،
كانت أمي في الصالة تتابع إحدى البرامج التلفزيونية حينَ دخلت ،،
- أمي :" عدتي "
- " أجل .. هل تودين قراءة ما كتبت ؟ " .. جلستُ بجوارها
- " أجل أريد " .. بنظرة عطفٍ غريبة
- " أمي هل من خطب؟ " .. بقلق
- " لا .. لكنْ أبنة أمها الوحيدة يبدو أنّها أصبحت كبيرة وستغادر العش قريباً "
- " ما الذي تقصدينه .. لم أفهم " .. بإستغراب
- " زميلي بالعمل (سالم) إتصل يطلب منّي الموافقة على إستقباله وأهله لخطبتك "
صدمت .. صعقت .. ما الذي تقوله ، ألا تعلم بأمر سامي ؟! ،،
- " أمي .. سامي ، تعلمين أنّي أحبه "
- " الحب لا يدوم صغيرتي ، يجب عليكِ الإرتباط بمكن كان كفؤاً لتقدم لكي قبل الخروج معكِ "
- " لكنّه زير نساء .. ألم تقولي ذلك " .. بغضب
- " طيش شباب .. ستعدل عندما يرتبط بكِ "
- " ليس نوعي المفضل .. ليل نوعي المفضل" .. بحزن
- " من ليل " .. بإستغراب
لم أكلف عناء إخبارها أنّه ذاته سامي .. صعدتُ نحو غرفتي بسرعة ولم أنظر خلفي ، أمي لا بد أنّها قد آذت رأسها مرة أخرى ،،
أريد الإتصال بسامي ..
لكنْ ..
لا هاتف جوال لدي ..
كم هذا محبط ..
كم أنا ساخطة على ذاك المدعو سالم ، حين أراه سأضربه ،،
سالم يزعجني زميل والدتي .. وسالم يزعج سامي صديقه ذاك ،،
يبدو أنّ كل من لديه هذا الإسم مزعج حقاً ....
سأشغل موسيقى كلاسيكية وسأحاول أنّ أهدأ .. لنْ يحدث ما أكره أبداً ،،
البيانو .. لما يبكي بحزن هكذا ...
الأمطار الخريفية تهطل في الخارج ..

هل يمكنها غسلنا من كل ما فينا كما تغسل الطرقات والأشجار ؟! ،،

يتبع ،،
بقلمي \ سناء قبها 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق