البحث

السبت، 10 سبتمبر 2016

أحببتُ كاتبة - الجزء ( 5 ) .. " أكادُ أجنّ من التفكير ، الصداع " ...

  ... (5) .. " أكادُ أجنّ من التفكير ، الصداع " ..
إنّهُ الصباح ،،
لنْ أستعجلَ النهوض منّ الفراش ،،
سأنّهضُ بتثاقل ،،
سأودعُ وَلِدايّ .. وسأخرجُ قبل والدي – اللذي لا يكتملُ يومهُ دونَ فُنجان القهوة مع والدتي – إلى العمل ،،
سأجرُ الخطى نحو المقهى .. ببطئ وثقل ،،
فهي لنْ تكونَ هناك كيّ أتعجل ،،
لا سببَ يدعو للإستعاجل أبداً ،،
سأجلسُ حيثُ كانتْ تجلسّ ،،
سأنظرُ منْ النافذة القريبة كما كانتْ تفعل ،،
سأتذكرُها ،،
سأتذكرُ المرة الأولى لها في المقهى ، المرة الأولى لرؤيتي لها ،،
هالتها العجيبة تلك ، طلتها الفريدة من نوعها ،،
سأتذكرُ أشيائها ،،
ترانيمُ ضحكتها ،،
إبتسامتها المنعشة ،،
شعرها المتاطير ،،
إختفائها وظهورها كما الحلم ،،
المكتبة .. الرواية .. سأتذكر كُل شيء ،،
سأتذكر كل شيء عدا الأمس .. لا أريد تذكر الأمس أبداً ،،
إنّهُ يؤلمنّي أنّ أتذكرها تبكي ،،
كيف هي الآن ؟ ،،
متى يأتي المساء ؟ ،،
قلبي ليس متعجلاً لرؤيتها بقدر عجلتهِ للإطمئنان عليها ،،
الرواية .....! ،،
سأخرجها منْ حقيبة الأوراق الخاصة بالعمل ، وسأقرها قبل الذهاب إلى العمل ،،
روايةُ حبٍ بائسة حقا ،،
لقدّ أحبها كثيراً .. البطل في الرواية لقد أحبَ البطلة كثيراً ،،
لكنْ .. لما هجرها مُخلفاً خلفهُ خطيئة ؟! ،،
ماذا ؟ .. خطيئة ؟ ...،،
ماذا يمكنْ أنّ تكونَ خطيئة حبيبان إنفصلا ؟ ،،
تذكرتُ الأمس رغماً عنّي ، الكلمة هي التي فعلتْ ذلك ،،
تذكرتُ أمها .. نبرة صوتها القاسية تزجرها ، كلامها القاسي جداً ..
و .. " أيتها الخطيئة .. ،،
هل يعقل أنّ تكونَ قمر خطيئة حب والداها ؟! ،،
هل والدها هجر أُمها لتكونَ بتلك القسوة معها كذكرى خلفها خلفه ؟ ،،
أم .. ؟ ،،
لا .. لا ، هذا غيرُ معقول ،،
ما علاقتها بالرواية ؟! ،،
هل يمكنْ أنّ تكونَ هي منْ كتبتها ؟! ،،
إسمها الحقيقي .. يجب أنّ اعرفه ،،
أغلقتُ تلك الرواية ، رميتُ بأفكاري بعيداً .. وخرجتُ من المقهى نحو العمل ،،
سأرهقُ نفسي بالعمل حد الصداع الشديد ،،
لا أريدُ التفكير بأي شيء ،،
هذا مؤلم ،،
التفكير بهكذا أمر مؤلمٌ جداً ،،
رأسي يكاد ينفجر ،،
لا ..
بل ..
بل أنّا من سأنفجر كلي ،،
------
مضى الوقت إنّهُ المساء ،،
سأذهبُ نحو مكان الموعد ،،
لمْ أكنّ أعلم هل قدماي منْ تسيران بي .. أمّ أنّ أفكاري هي من كانتْ تدفعني بعنفٍ من الخلف ،،
لقد كنتُ متعجلاً لمعرفة شيءٍ ما ، لكنْ ...
ما هو هذا الشيء ؟؟ ،،
إنتظرتُ ..
إنّه الوقت المحدد ،،
أينَ هي ؟ ،،
بعد وقتٍ طويل في الإنتظار لم تحضر ،،
لماذا ؟ .. لماذا لم تحضر ؟؟ ،،
ضربت جذع الشجرة التي كنتُ أتكئ عليها بقدمي بغضب ،،
سأجنّ ،،
أنّا أنخنق ،،
لا أستطيعُ التنفس جيداً ،،
أشعرُ أنّي أحتضر ،،
لما ؟ .. إنّها السبب ، شيءُ ما حدث لها بلا شّك ،،
قلبي غير مُطمئن ، يؤلمنّي ،،
عقلي غير قادر على التركيز ، الصداع شديد ،،
سرتُ على غير هدى .. نحو منزلها ، وقفتُ أبحثُ له عنْ أثر ،،
لم أجد الأثر ،،
وحينَ غطانّي اليأس من ظهورها سرتُ أجرُ أذيال الخيبة معي ،،
وإذ .....!
وإذ بأحدهم يحتضنّي منْ الخلف ،،
إنّهُ .. " قمر" لقد جاءتْ أخيراً ، يا للراحة ،،
لقد كانت مُبتسمة !! ،،
- " أيّتها الشقية لما تأخرتي ؟ " .. بقلق
- " أُمي .. لمْ تسمح لي بالخروج فنتظرتها كيّ تنام لأخرج خلسة " .. مبتسمة
- " لا بأس .. لنمشي متجاورين "
- " حسنا "
كانتْ مبتسمة على غير عادتها ، وكأنّها تحاربُ حزناً ما بإبتسامة ،،
أريدُ أنّ أسئلها الكثير والكثير من الأسئلة ،،
من تكونْ ؟ .. كم عُمرها ؟ .. ومنْ أينّ جاءت ؟ .. ما قصتها ؟ ،،
لما هيّ صعبة سهلة ؟ .. لما تضحكُ بعيون حزينة دامعة ؟ ،،
تلك الرواية ؟ .. منْ كتبها ؟؟ ، من الخطئية ؟؟ ،،
لقد أصبتُ بالدوار حقاً منْ التفكير ،،
سأتوقف ولنْ أسئلها شيء ، سأطمئنُ عليها فقط ،،
-----
سرنا في الحديقة القريبة ،،
- " كيف حالك الآن ؟ ، أتمنّى ألا تكوني قد أصبتي بأي مرض منْ البرد أمس " .. بقلق
- " لقد أصبتُ فعلا " .. كانتْ تتنهد
- " ماذا ؟ .. أين ؟ " .. بقلق
وضعتُ يدي على جبينها وكلي خوف عليها ، لقد كانت باردة !! ،،
- " البرد أصابَ قلبي .. لا أعرف معنى القلب الدافئ ، قلبي يؤلمنّي .. وجسدي مُخدر " .. بحزن
- " منْ ماذا "
- " أريدُ الهروب فقط إلى حيثُ لا يعرفنّي أحد " .. ترقرقت الدموع في عينيها تستعد للهبوط على وجنتيها
أمسكُ بيدها وبدأتُ الركض بها ،،
- " إلى أينّ ؟ " .. وهي تلهث
- " إلى حيث الأضواء .. المرة السابقة ذاك المكان الا تذكرين ؟! " .. نظرتُ بعينيها ابحثُ عن إجابة لشيءٍ ما غير سؤالي ذاك
أفلتت يدها من يدي وبدأت بالركض بسرعة ،،
- " إذا لنرى من يصتطيع الوصول أولا إلى هناك " ... وهي تضحك بحماس
لقد كانتْ مستمتعة جدا وكنتُ قلقلاً ،،
لا تبدوُ كما رأيتُها لأول مرة ، فيها بعض الضعف لكنّها تتظاهر رغم ذلك بالقوة ،،
مختلفة بشكلٍ جميلٍ ومؤلم ،،
لقد أتاحت لي الفرصة للإقتراب تلك التي كانتْ تنزعج منْ وجودي حولها أيام المقهى وفضولي الغبي الذي يحوم معي حولها ،،
وصلنا ...
لقد وصلنا ...
- " لأضواء جميلة ، أليس كذلك يا قمر ؟" .. أنظر لها
- " أجل جميلة جداً " .. تنظر لها بإنبهار
تأملتها لعشر دقائق.. لعشرونَ دقيقة دون أيّ كلمة ،،
وأنّا كنتُ أتأملها هيّ دون َ ...
أيّ سؤال !! ،،
--------
ليس هذا الوقتَ الصحيح لكنْ ...
إقتربتُ منّها قليلاً ، أحطتها بين ذراعي وإنحنيتُ ..
وَ .. قَبلتُها ،،
لمْ تتحرك أبدا .. لمْ تقاومنّي أنّا منْ سمحتُ لنفسي بتقبيلها هكذا ،،
لقد شعرتُ بها .. دموعها شعرتُ بها تنهمرُ على خديها ،،
أفلتتْ نفسها منّي وذهبتْ بعيداً ،،
لمْ أتحرك ساكناً للحاق بها ،،
كانتْ تسيرُ دونَ النظر للخلف وهيَّ تبكي ،،
لمْ ألحق بها ..
هل إقترفتُ خطأً ما ؟! ،،
يا لي منْ غبي ما الذي فعلهُ ..
كمْ أنّا أحمق غبي لا افهم أيّ شيء ..
أينّ أنتَ يا صديقي منّي الآن ، أنتَ فقط منْ يمكنك فهم ما حدث الآن ،،
أرجوك أنقذنّي .. أنّا في حيرة ، لما فعلتُ هذا ،،
كانَ يحبُ أنّ أمنع نفسي قليلاً .. دموعها ...
ما هذا بحق الجحيم أريد الصراخ بصوت يكسر كل تلك الأضواء جميها ،،
أريد مدينة مظلمة ،،
------
حينَ إستيقظتُ على نفسي ركضتُ خلفها ، لكن ..
كانتْ قد دخلت منزلها ،،
لقد وقفتُ علنّي أرى ظلها .. لقد رأيتهُ لوحت لي وإختفت ،،
لوحت لي ؟؟ .. ما الذي يعنيه هذا ؟؟ ،،
ألم تغضب منّي ؟ ،،
سأعود للمنزل هذا يكفي حقاً ،،
أريدُ بعض الراحة منْ نفسي.. من مشاعري.. من عقلي ، منّها ،،
لنْ أقول أكثر تعرفونَ ما سأفعلهُ ،،
سأهربُ منْ كُل شيء إلى النوم ،،
سأخذ حبة منومٍ و سأنام ،،

أجل سأنام ...

                                  يتبع ،،
                                بقلمي \ سناء قبها 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق