البحث

الجمعة، 9 سبتمبر 2016

أحببتُ كاتبة - الجزء (4) .. " دموعها ، تؤلمني " ..

.... (4) .. " دموعها ، تؤلمنّي  " ...
،
 "حياتي خطيئة" ، كيف لقصة حبٍ جميلة أنّ تحملَ عنواناً كهذا ؟! ، الكاتبة حقاً غريبة ، لكنّ علي ألا أتعجل الأمر فأنّا لمْ أتّم قرأئتها حتى النهاية بعد ..
لقد دخلتُ الليلةَ الماضية في حربٍ ضروس مع النعاس في سبيل إتمامها ، لكنْ ...
غلبني النعاس ونمتُ دونَ أنّ اشعر ،،
أنّ أنام في حضن كتاب ؟! ، لهو أمر غريبٌ جداً ، لمْ يسبق أنّ فعلتها ،،
لقد كنتُ أكره كتبْ المدرسة جداً ، وكنتُ أرى الكتابَ أداة تعذيب ،،
لكن .. كُتب المكتبة العامة تبدو مختلفة عن الكتب الدراسية !! ،،
ساحرة ..
الصباح ، لقد أشرقت الشمس ، وأمي أيقظتني للعمل ،،
- " عليك الذهاب للعمل وإلا سيغضبُ والدك منّك " .. بقلق
- " حسنا "
لقد كانتْ عياني منتفختان من قلة النوم ، لكنْ لا بأس سأغسل وجهي وسأبدل ملابسي ، سأشرب فنجان قهوة في المقهى منتظراً حضورها ، وإنّ لم تحضر ...
إنّ لم تحضر سأذهب للعمل ، لنْ أذهب للبحث عنها ،،
لقد عاهدتُ نفسي على ذلك ،،
هممتُ بالخروج من المنزل على عجل ،،
- " أبي سألحقك بعد قليل إلى العمل ، أمي أبي اركما "
- امي : " انتبه على نفسك "
- " حسنا "
- أبي : " لا تتأخر عليّ ، فأنّا بحاجتك "
-" سأتي للعمل اليوم أعدك " .. كنتُ مبتسما وكانا قلقين عليّ
ذهبتُ إلى المقهى ، لمْ تكن هناك ، أحتسيتُ قهوتي على مهل علها تأتي لكن ..
أنّا ذاهبٌ إلى العمل ، لنْ افكر بها لليوم فقط ، أريدُ ألا أفكر بها لليوم فقط ، لا أعلم لما لكن ..
تلك الرواية ؟!
حسنا إلى العمل يا " سامي " كن نشطاً ، دع الأيام تخبرك بالسر ، سر كسبها ،،
غرقتُ في العمل طوال اليوم ، كنتُ كل حينٍ وأخر أنظر للرواية في الدرج وأفكر ..
" كيف لرواية حب أنّ تحمل عنوان كهذا ؟" !!
-----
في المساء ..
كنتُ عاداً من العمل ، سرتُ دونَ أنّ اشعر بنفسي ، لقد كنتُ غارقاً في التفكير ، حتى تنبهتُ لوجودي أمام منزلها ..
إختبئتُ أراقبُ منزلها علها تظهرُ على الشرفة ، أو على النافذة ، أو أنّ يظهر خيالها لا أكثر ،،
لكن المفاجأة ..
لقد كانت تنزلُ درج منزلها مسرعة وهي تبكي بشدة ، ما بها ؟ ،
أُمها كانتْ تناديها بـِ " أيتها الخطيئة فليلعنكِ الله " ! ،
ما هذا المشهدُ الآن ؟
باردة .. هادئة .. غير مبالية .. صعبة المنال ،
وتبكي بشدة الآن ؟!
ركضتُ خلفها مسرعاً .. هلعاً .. خائفا منها وعليها ،،
ما هذه المسرحية التراجيدية الآن ؟ ، لما تبكي بحرقة وهي ساندة رأسها نحو الشجرة ؟! ، ما الذي حصل ؟ ، لما هي خطيئة ملعونة ؟!
لحظة واحدة .. "خطيئة" ، هذا يذكرني بتلك الرواية ،،
اقتربتُ منها دونَ ن تشعر ،،
لقد كانت تهذي بكلام متقطع بين شهقات بكاءها ذاك ،،
- " خطيئة .. خطيئة ، لما اكون انا الخطيئة ، اليست هي المخطئة ؟ "
ماذا ؟ ، ما قصتها ؟ ، تبدو فتاة بائسة بحياة مأساوية لكن ..
لا يبدو عليها ذاك ، حين ابتسمتْ كانت منعشة ، لا بد انها تخفي أمراً ما ،،
- " قمر " ... ناديتها
استدارت نحوي مندهشة ، حاولت مسح دموعها التي لا تتوقف عن الإنهمار بغزارة كنهر جارف على وجنتيها ،،
- " ليل .. أهذا أنت ؟ "
- " أجل .. قمر ما بدكِ ؟ "
- " لا شيء .. لقد دخل الغبار في عيني  لا أكثر " .. قالتها مخفية دموعها
- " تبا للغبار .. كيف له أنّ يتجرأ على أذية عيناكي الجميلتين "
لقد قلتها وانّا أخفي تلك الغصة التي علقت في حلقي ، كيف لها أنّ تبرر أمر دموعها بمثل تلك الحجة الطفولية ، لما تبتسم الآن ! ، إنّها ولا شّك تُكابر على نفسها ،،
إقتربتُ منها أمسكتُ كتفيها ،،
و تجرأتُ على لمس وجهها ،،
لمسح دموعها ، وَ ...
ضممتها ، لقد فعلتا .. لم تقاوم ، بل زاد بكائها ..
- " ماذا الان ، أنّا احمي عيناكي من الغبار بصدري لما البكاء الآن ؟ " .. بحزن شديد
- " أريد البكاء .. هذا خانق جداً ، الجو خانق جداً .. أشعر بلإختناق " .. تجهش بالبكاء الشديد
- " حسناً .. أبكي على صدري حتى ترتاحي "
لقد ربتُ على ظهرها حتى تهدأ وكأنّها طفلٌ صغير يبكي ، طفلٌ فقد أمه ،،
لما أمّها بتلكَ القسوة ؟! ، لديها فتاة جميلة كهذه بقلبٍ مرهف صعبٌ رؤيته ، كيف لها أنّ تكونَ قاسية ؟! ،،
كانَ القمرُ فوقنا مكتملُ والسماءُ صافية ، لقد كان الليلُ حالك السواد لا يقوى على عتمته سوى القمر المضيء ،،
الرياح بنسمات عليلة ، وطفلة صغيرة تبكي على صدري الآن ،،
وأنّا أضمها بقوة كي تهدأ كوالدها ،،
- " كفى بكاءً ستتورم عيناكِ "
- " لا يهمنَي الأمر .. لتعميا أيضا ، لم أعد أقوى على رؤية هذا العالم القبيح " .. قلتها بغصة خانقة
- " والقراءة .. إذا عميتي ، كيفَ ستقرأين ، هل تضحين الآن بعالمك؟ "
أبعدتها عنّي لأرى وجهها بعد أنّ توقف بكائها ،،
لقد كان وجهها احمر وعيونها غارقة بالدموع ،،
- " ليل لا أريد أن أفقد بصري ، أعيش بالقراءة .. والكتابة" .. كطفلة خائفة جداً قالتها
- " إذا لا تبكي .. تبدين مضحكة جداً وأنتي هكذا " .. افتعلتُ ضحكة
لقد ضحكتُ لحزنّي عليها ، لمْ أخبرها بما رأيت .. وهي رأت عيناي منتفخات وضحكت أيضاً ،،
- " عيناك منتفختان بالفعل .. لما يا ترى ؟ ، هل كنتَ تسهرُ الليل كله تفكر بي " .. بمرح يتوهج في عينيها
- " احم ، لا بل كنتُ أقرأ .. تلك الرواية " .. كنتُ مرتبكاً
- " حياتي خطيئة ؟ ، اه رواية جميلة اليس كذلك ؟ " .. بحزن
قالت اسمُها بحزن ، ربما لكلمة " خطيئة" بها ، لقد تذكرت كلام أُمها بلا شك ،،
- " لمْ أكلها بعد .. لكنّها قصة حبٍ غريبة جداً على ما يبدو " .. بارتباك
- " أكملها اذن "
لقد ذهبت بعيداً ، كنتُ أظنها راحلة ، لكنّها كانت متجهة حيثُ يوجد صنبور ماء لتغسل وجهها به ،،
إنحنت على الصنبور وانحنى شعرها معها ، لقد تبلل ..
تبدو كالقط الصغير وهي مبللة ترتجف هكذا ،،
- " الجو باردٌ قليلاً .. الخريف يقترب "
- " يجب أنّ تعودي للمنزل قبل أنّ تصابي بالبرد ، لا أرتدي سترة البسك إياها ، يا للحظ .. بتا كان سيكون مشهد دراميّ رومنسّي جميل يجعلك تقعين بحبي فعلاً "
ضحكتْ ، ترنيمة بيانو حزينة في ليلة باردة ،،
- " لا تظنّ بأنّي سهلة يا ليل .. بالمناسبة ما إسمك الحقيقي ؟ "
- " سامي " .. مبتسماً
- " سامي .. أسمٌ جميل " .. مبتسمة
- " وأنتَ ؟ " .. كنتُ فضولياً لأعرف
- " لا داعي لمعرفته .. نادني قمر هكذا أفضل "
كنتُ اريد البقاء معها وقتُ أطول ، لكنّي لا أريدُ أنّ تصاب بالبرد ،،
أوصلتها إلى منزلها حيثُ كانتْ أمها واقفة بإنتظارها ،
- أمها : " تتسكعينَّ مع شابٍ وسيم ، إدخلي إلى المنزل " .. بغضب
أطاحت بنظرها للأسفل ، هذا الجبل الكبير أمامي ينحني أمام قسوة أمه ، ودخلت وهي تنظرُ إليَّ خُلسة وهي تصعد الدرج ،،
- " إعتني بنفسك ، لا تمرضي " .. قلتها بصوتٍ عالٍ
- أمها : " لا تقترب منّها ، إذهب " .. بغضب
دخلت أمها خلفها وأغلقتا الباب ، لكنّي لم أذهب بعيداً أبدا ، كنتُ أقف أنظرُ علها تراني من النافذة ، أريدُ الإطمئنان ولو قليلا ،،
إنتظرتُ وقلبي يغلي من القلق ،،
حتى ..
لمحتُها ، ألقت لي بورقة من النافذة ،،
( أنّا بخير لا تقلق يا سامي .. أقصدُ يا ليل ، سأراك غداً في نفس المكان وفي نفس الوقت ، لا تنتظرني في المقهى لنّ أحضر إلى هناك لأنّي ممنوعة منْ الكتابة ، لا أريدُ أنّ أحنَّ للكتابة هناك .. تصبح على خير)
وخلتْ ،،
-----
عدتُ إلى المنزل أُجرُ ثقل كلماتِ أمها خلفي وكأنّها أثقال تقيدُ قدماي ، فتحت لي أمُي الباب ،،
أمي ..
لقد ضممتها بقوة كبيرة دون سبب ،،
لقد شعرت بأمر غريب لكنّها لم تقل شيء بل ضمتني بقوة هي الأخرى ،،
أفلتها ... نظرتُ لها ، " أحبكِ أمي " .. قلتها وذهبتُ إلى غرفتي ،،
- أمي :" العشاء بني "
- " لا شهية لدي .. أريد النوم " .. قلتها بتعب
دخلتُ غرفتي .. القيتُ بجسدي المُثقل على السرير ، أرجو النّوم أنّ يزورني ولم يفعل ،،
لقد كنتُ أسترجعُ ملامحها الباكية .. شهقاتها تلك ودموعها ،،
لقد كنتُ أتألم دونْ أن أصاب ، كنتُ أتألم لأجلها ..
أريدُ التوقف عن التفكير .. ستكون بخير ،،
أريدُ النوم ..

بعض الراحةِ فقط ..

                                يتبع ،،
                                بقلمي \سناء قبها 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق