البحث

الاثنين، 12 سبتمبر 2016

أحببتُ كاتبة - الجزء (6) ..." أينّ هو ؟ ، الحيرة " ...

... (6) ..." أينَ هو ؟ ، حيرة " ...
,
لقد أخمد تلك النيران .. قبلتهُ تلك فعلتْ ،،
لقد شعرتُ بروحي تعود إليّ بعد أنّ تاهت في الظلمات كثيراً ،،
لمْ أفكر هل منْ الصائب أنّ يفعل ذلك أمّ لا  .. على أيّ حال لقد فعل ،،
لنْ أغضب أبداً ،،
لكن .. لما لا يأتي أبداً ،،
لقد مر يومان حقاً لكنه .. لكنهُ لم يحضر أبداً ،،
لمْ يحضر إلى المكان المعتاد في المساء ،،
لقد كنتُ أخترع الحجج دائما للخروج لرؤيته ولا زلتُ أفعل ،،
" ربما يأتي" .. هكذا أقول لنفسي ،،
وربما كنتُ لعبة قد مل اللهو بها ،،
ربما تلك تقتلني ، ربما .. وربما .. وربما ،،
لقد زرتُ ذاك المكان المطل على أضواء المدينة ولم يكنْ هناك أيضا ،،
سأذهب للمقهى ربما أراه هناك .. ربما مرة أخرى ،،
إنّه الصباح ...
استيقظتُ والحيرة تأكل رأسي بأسئلة كثيرة ، أسئلة تحوم وتحوم حول رأسي كالذباب المزعج ،،
هل سأجد إجابة مرضية أمّ سأعود وأنّا أجر اذيال الخيبة ؟! ،،
لا يهم .. لنْ أعرف شيء وأنّا هنا مكاني .. يجب أنّ أتذكر " الحقيقة المرة أفضل من الأوهام البالية ، ولو أسفرت عن قلبٍ محطم " ،،
عليّ إبقاء ذلك في بالي دائما ..
وجهٌ نظيف .. أسنان نظيفة ونفسٌ منعش .. شعرٌ مرتب ، وملابس مرتبة ،،
لنْ أحمل معي أيّ شيء .. لا كتاب ولا مذكرة ،،
سأذهب إلى هناك سأجلسُ على الكرسي عند الطاولة القريبة من النافذة كالعادة وسأطلب قهوة أحتسيها ساخنة على غير العادة هذه المرة دون أنّ تملئ الأوراق الطاولة ، سأفعل هذا ..
سأنتظرُ ظهوره فحسب وسأسئله إذا ما كان قد تسلى حقاً بما يكفي أمّ يريد المزيد منْ التسلية ؟ ،،
هل أحيا هذا القلب الميت بقبلة .. كيّ يحطمه ؟! ،،
أُمي كعادتها تعترضُ طريقي بغضبها بأسئلتها بكلامها القاسي ،،
لا أكرهها أبداً .. لا تكرهني هي أيضاً ، قلبها المجروح ذاك هو من يؤذيها و يؤذيني أنّأ أيضاً ،،
لقد ولدتْ خطيئة تذكرها بحبها الذي ذهب دون أيّ سبب ، لم يقل لها وداعاً أيضاً ،،
لم أهتم لكلامها قلتُ لها " أراكِ أمي .. أحبكِ " وذهبت ،،
تكرهنّي أمي حينْ أذهب للكتابة حاملة معي عدة الكتابة ، تخاف أنّ أكتبَ عنّها مرة أخرى .. عنْ أحد أخر يريد أنّ ينسى ولا يستطيع بسبب شيءٍ كتبته ، أنّ أكتب عنّي .. تخاف أنّ أكتب عنّي ،،
- أمي : " تخرجين دونْ مذكرتك .. هل أنتي مريضة " .. بقلق
- " لا .. أنّا بخير ، فقط أنّا ذاهبة للقبض على بعض الإجابات فقط " ..مبتسمة
- امي :" لا تفعلي .. لا تبحثي عن إجابة تخصه " .. بقلق وحزن
- " أمي .. ما الذي تعنيه ؟ " .. بدهشة
- أمي :" ذاك الشاب تلك الليلة .. لا تبحثي عنه ، لا أريدك أنّ تتأذي " ..بخوف
- " حسناً .. لنّ أفعل " .. مبتسمة
إبتسمتُ لها وخرجتُ مسرعة ، أمي أحبكِ ولا أحبكِ ،،
أيتها الأم القاسية والحنونة .. الصلبة الضعيفة ،،
السعيدة الحزينة ، من لم تعرف يوما معنى أنّ تعيش بلا تناقضات بينا وبين نفسها ،،
أحبكِ وأكرهك .. لكنّي لنْ أستمع لتحذيرك هذه المرة ، أنا أسفة ،،
نحو المقهى .. لقد إتجهتُ إلى هناك خالية من كل شيءٍ إلا منّي ومن رغبتي بالحصول على بعض الإجابات ،،
فعلتُ كما قلتُ من قبل ،،
وها أنّا أتأملُ الطرقات من النافذة .. فذاك بائعُ يجر عربة خُضار من الصباح الباكر ، وذاك صاحب دكان يفتح محله ، وهذا النادل يسألني عن طلبي فأجيبهُ أريد القهوة ،،
لقد أحضر القهوة ووضعها أمامي ورمقني بنظرة محملة بلأسئلة ،،
- النادل : " أغراضك .. أين هي ؟ " .. باستغراب
- " في المنزل ، لم أحضر معي سوى نفسي إلى هنا "
- النادل : " حسنا .. عن إذنك " .. وذهب
لا اظنُ أنه يحملُ بين شفتيه هذا السؤال فحسب ، لكن لا يهم ..
نظرتُ إلى القهوة .. رشفتُ منّها رشفة ، لقد ..
لقد كانتْ باردة !! ،،
لما هي باردة ؟! ، كنتُ مندهشة .. هل كان دائما يقدمها لي باردة ؟!
ناديتهُ واخبرته أنّها باردة لكنْ رده صدمني قالها وهو مُحرج من الأمر ،،
- النادل :" أسف .. لكنّك لا تحتسينها في العادة وتتركينها كما هي لتبرد ، فلم أعد أهتم بأمر تقديم قهوة ساخنة لكِ وانّتي لا تحتسينها أبداً " .. بإحراج
- " معك حق " .. ضحكت للأمر .." أريدها ساخنة اليوم من فضلك "
- النادل :" سأحضرها ساخنة لا تقلقي " .. مبتسما
لقد أحضرها ساخنة ، أحتسيتها بالكامل ،،
لمْ يحضر ..
لما لمْ يحضر ؟ ،،
هل حصل أمر ما له ؟ ، أمّ أنّه قد أنهى لعبتهُ ومل وذهب بعيداً ،،
- " أيها النادل .. منْ فضلك ورقة وقلم " .. بشعور غريب
لم أعتد أنّ أطلب شيءٍ كهذا منْ أحد ، أنّا العارية من أقلامي و أوراقي اليوم ،،
- النادل :" تفضلي آنستي "
- " شكرا لك "
كتبتُ رسالة له وتركتها في أمانة النادل ، علهُ يأتي ويقرأها ،،
لقد كانّ النادل في حالة إستغراب كبيرة ،،
ما الأمر .. هل هناك أمرٌ ما ؟! ،،
سألتهُ ...
- " هل من خطبٍ ما ؟" .. بفضول
- النادل :" الأمر أنّ هذا الشاب كان يأتي دائما إلى هنا ، كان في كُل مرة في حال أسوء من التي قبلها ، كانْ وكأنّه مريضٌ بشيءٍ ما ، لا أعلم لقد حضر أخر مرة أول أمس ولم أره بعدها .. أتمنى أن يكون بخير "
- " مريض ؟! ، هل تعرفه ؟ عنوانه ؟ أي شيء؟ " .. بقلق
- النادل :" لا أعرفه ولا أعرفكِ أيضاً إلا بالشكل ، لكنّه كان دائما يجلسُ هنا مكانك دائماً .. كان يقول لي دائما أنّه يراها أمامه حاضرة ، أظنّه يقصدكِ "
- " حسنا .. شكراً لك ، إذا ما حضر أعطه الرسالة " .. بقلق
- النادل :" حسنا "
خرجتُ من المقهى بحيرة أكبر من التي دخلتهُ بها ، هل كنتُ لعبة بين يديه .. أمّ أنّهُ كان صادقا لكنّه مريضٌ لا يمكنّه الحضور ؟ ، هذا مُحير ،،
بما هو مريض ؟؟ ،،
لما هو مريض ؟؟ ،،
كيف يكون مريض ؟؟ ،،
ذاك الأحمق لمْ أكد أعتد وجوده حتى أختفى .. أحمقٌ غبيّ ،،
أُريدُ شتمه ..
} سأنتظركَ في كل يوم في نفس المكان الوقت نفسه .. لا تتأخر علي وتعال بسرعة {
رسالة كتبتها ، رسالة لنْ يقرأها أبداً .. أظنْ ،،
أرجوكَ أيها القدر أنّ تفعل شياً .. أريدُ صدفة ، أو أيّ طرف خيط يقودني إليه .. إلى السبيل للخلاص من كل هذه الحيرة ،،
لم أعتد على قلبي بهذه الحيرة من قبل ،،
شعور ثقيل أثقل من الشعور بالرغبة بالموت ،،
وصلتُ المنزل .. دخلتهُ دون قول أيّ شيء ، على أيّ حال لا يوجد سواي أنّا وامي هنا ، وهي في العمل الآن ،،
عملها هو من جاء بنا إلى هنا من البداية ، لو بقينا حيثُ كنّا لما حصل ما حصل ، لما التقيتهُ أبداً ..
لقد تغير المكان .. الأشخاص ، وقلبي تغير أيضاً ،،
خلعتُ ملابسي .. أرتديتُ ملابس مريحة ، أيتلقيتُ على سريري .. أمسكتُ بكتاب وبدأتُ أقرا .. وأقرأ .. وأقرأ حتى تلاشت كل أفكاري الأخرى وغصتُ في عالمٍ أخر ،،
القراءة مريحة جدا ، بلسمٌ للقلب حينَ يكون حزينٌ ومحتار ،،
حينَ أكونُ محبطة .. حزينة .. محتارة .. وغير ذلك أقرأ ،،
لا يمكننّي الهروب إلى مكان لا يعرفني فيه أحد بجسدي ، لكنّي أستطيع ذلك بعقلي حينَ أقرأ ..
سأقرأ حتى يتحول لونَ شعري للأبيض وأغدو عجوز لا أقدرُ على حمل كتاب أو أصاب بمشاكل في النظر فلا أستطيعُ القراءة ،،
المساء ..
مر الوقتُ سريعاً ، لمْ أنتبه للأمر ..
جاءت أمي من عملها ، تناولنا العشاء سويا ، كانتْ ترمقني بنظرات الخوف والقلق على غير عادتها ،،
لم أستطع البقاء ساكنة أبدا ،،
نهضتُ منْ مكاني وذهبتُ نحوها ، ضممتُها ..
لمْ أكد أفعل ذلك حتى بدأت بالبكاء ،،
أمي ليس مجدداً .. يكفي ما هدرته من الدموع من مولدي لليوم ،،
لا تبكي أرجوكِ ..
بعد العشاء ، أخذتُ كتاباً وخرجتُ حيثُ أذهب لإنتظاره ،،
وقفتُ تحت ضوء إنارة الطريق أقرأ على ضوءه ،،
وبقيتُ هكذا وقتاً طويلا ، أطوي الإنتظار بالقراءة ..
الوقتُ في الإنتظار طويلٌ جداً لو لمْ أفعل ذلك ، أكرهُ الإنتظار ،،
اغلقتُ الكتاب نظرتُ نحو سماء الليل المظلمة تذكرتهُ " ليل " ذاك الفتى سامي الذي اخبرني بالبداية أنّ إسمه ليل ، هل هو مريضٌ حقاً كما أخبرني النادل ؟ ، ترى كيف حاله الآن ؟ ، أتمنى أنّ يكون بخير ..
تركتُ المكان وسرتُ وأنّا غارقة في التفكير ، مهما حاولتُ إشغال نفسي بالقراءة الأمر لا ينجح منْ لحظة إغلاقي للكتاب أتذكره ،،
لم أنتبه ...
وإصطدمتُ به ! ،،
هل هو كما حصل من قبل ؟! ،،
هل إصطدمتُ بضالتي "سامي " ؟ ،،
رفعتُ رأسي وإذا به ...
إنّهُ ...

هل يعقل لا يمكنني رؤية ملامحه جيداً ،،
إنّهُ ......،،!!

يتبع ،،
بقلمي\ سناء قبها 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق