البحث

الاثنين، 5 سبتمبر 2016

أحببتُ كاتبة - الجزء ( 2 ) .. " تَظهرُ وتَختفي كما الحُلم " ..

 ( 2 ) ... " تظهر وتختفي كما الحلم " ..
،
  سأملئ صدّري بالهواء وأصرخ : " أريدها " .. لمْ أرغب بالحصولِ على أحدٍ منْ قبل ، حتى دخلتُ ذاك المقهى ذاتَ صباح ،،
  كانتْ دائمة رفضَ وجودي حولها ، مرةً تلو الأخرى كانتْ تتلو عليَّ تهديداتها لي إذا ما حاولتُ أزعاجها مرةً أخرى ... وكنتُ أزعجها ومع الوقت لمْ تعد تكترثُ لي ولإزعاجاتي .. حتى لو جلستُ على الكرسي المقابل لها على طاولتها وهي تقرأ ، لم تكت تكترث او تقول شيئاً ،،
  نظارة القراءة التّي كانتْ ترتديها كانتْ تجعل عينيها أكثرُ إتساعاً ، غارقة في روايتها في عالمٍ أجهلُ معالمهُ ، عالمها جميلٌ رغم أننّي لا أعلم عنه الكثير ، شغفها ذاك بما تقرأ ... أحببتهُ ، أحببتُ شغفها ،،
أحببتُ قارءة كاتبة ،،
- "إلى متى ..؟ "
نظرت إليَّ أخيرا ً ، أعتدلتُ بجلستي أنّا بدوري ..،،
- " متى ماذا .. ؟"
ارتسمت ملامح الصرامة على وجها ذاك ، صرمتها تلك .. فاتنة أيضاً ،،
هل أبالغُ في وصفها ؟ ،،
أتسائل ..!
- " إلى متى ستبقى على هذه الحال أيّها المزعج ؟ "
- " إذا كنتُ مزعجاً حقاً .. سأختفي منْ أمامك ولنْ أظهر مرة أخرى أبدا "
  لمْ تقل أيَّ شيء .. بل أهدتنّي إبتسامة لطيفة ، إبتسامتها .. عبرتنّي كنسمة منعشّة ، لقد أنّتعشَ قلبي بها ،،
إنّها تستطيعُ الإبتسامَ بشكل جيد ،،
- " ماذا تريدُ منّي ؟ .. بما أنتَ شاردّ الذهنْ ؟ "
بكِ ، سارحُ الذهنْ بكِ ،،
- " أنتِ ، أُريدكِ أنتِ .."
ضَحكتْ بخفة ، ضِحكتها كأنها ترنيمٍ موسيقيّ في أحدى الكنائس المسيحية ، عذبة جدا ،،
تأبطتْ أغراضها .. تَركتنّي غارقاً في ذهولي وَ ..
وَ إختفتْ ،،
لمْ أجدّ لها أي أثر أبداً ، لقد كنتُ أذهبُ إلى المقهى دائما .. كُل يوم ، لكنْ لم أكن أجدها هناك ،،
مر يوم ،،
والأخر مر أيضاً ،،
أنتظر من الصباح إلى المساء في المقهى ،،
وأنتظر مرة واخرى ،،
ومرة يومٌ أخر دون أي أثر لها ،،
ما إسمها ؟ ،،
ما عنوانها ؟ ،،
لا شيء اعرفه عنّها سوى ملامحها تلك و ..
مفكرتها الياقوتية اللونّ ،،
أعرف نظارتها للقراءة ..
وأعرفُ شعرها المتاطير مع نسمات الرياح ،،
لكنّي لآ أعرف طريقا أسلكه لأجدها أبداً ،،
هل كانتْ حُلم يقظة واختفى ؟! ،،
لا يمكنْ لها أنّ تختفي هكذا ، لماذا ! ،،
جَسدٌ مفتول العضلات عرض الأكتاف ، قامة شامخة وشعرٌ ككحل الليل ، وعينان تَحملان لون القمر .. هكذا أنّا ولم تتعلق بي كباقي الفتيات ،،
إنّها ليستْ كالبقية .. لم تعرنّي أي إهتمام منذ البداية ،،
  لاحظَ صديقي تَغيير حالي في الأيام الأخيرة ، لم أكنْ اذهب للعمل مع والدي الذّي غضبَ منّي ، وعزلتّي تلك عن الباقين .. لم انفك عن زيارة المقهى التجول حولها صباح مساء بحثا عنْ شعاع أمل واحد فقط دون جدوى ،،
 جائنّي صديقي ذاتَ ليل مخترقاً عزلتّي تلك في غرقتّي المظلمة إلا من ضوء القمر في الخارج ،،
- " حذرتّك من التعلق بها ، أخبرتكَ أنّك ستتأذى .. لنْ تقبل بأقل من بطل رواية دعك وشأنّها وكفى بحثاً عن خيط أمل موصولٍ بها ، عد للعمل ! "
- " أنتَ لا تفهم أبداً " .. نهضتُ وملامح الحزن مرتسمة على وجهي ..
- " أنتَ منْ لمْ تفهم بعد ، لنْ ترضيك إلا فتاة عادية لا همّ لها سوى أنّ تكون جميلة أمامك دائما .. لطيفة دائما تفعل ما تريد منّها ، لنْ ترضيكَ فتاة بكبرياء الكتب فتوقف الآن "
- "  لآ اريد التوقف .. لا أستطيع التوقف ، أريدها "
- " لا بدّ أنّها سحرتك " ، بملامح الأسف المرتسمة على وجه صديقي قال هذا ..
- " عفريتها بداخلي يتحكم بيّ ، لكنهُ يرفضُ إخباري بمكانّها ... هل انتَ مرتاحٌ الآن ؟ ،..  لقد غضبتُ جداً ..
 نَهضُ هاماً بالخروج ،،
- " إبقى وحدكَ في غرفتي .. أنّا ذاهب "
إستوقفني ،،
- " إلى أين ..؟ "
- " إلى حيثُ إلا مكان علي أجدها هناك "
تركتهُ وذهبتُ دون أي أكتراث ، سرتُ بالطرقات المظلمة طوال الليل كشبح عذراء تائه ، شبح عذراء يبحثُ عن أمل .. عن حقيقة .. عن أيّ شيء ،،
لقد كنتُ سارح الذهن في مسيري واصدمتُ بــِ ..
نهضتُ معتذراً مقائلاً : " آسف لقد كنتُ شارد الذهن لم أكنْ منتبه " ، رفعتُ رأسي ..
لقد إصطدمتُ بالقدر ..
إصطدمتُ بها ..
ظهرت كالحلمِ كما إختفت تماماً دون إي سابق إنذار تُنذر مشاعري به ،،
- " أنتَ ؟ "
- " أنتِ ؟ "

وغرقت العيون القمرية بالعيون البنيةة ،، 

                                  يتبع ...
                              بقلمي \ سناء قبها 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق