البحث

الثلاثاء، 27 سبتمبر 2016

أحببتُ كاتبة - الجزء (11) .." حسمْ المشاعر" ..

...(11).." حسمْ المشاعر " ...
 ،
لقد كتبتْ عنه بشكل جميلٌ جداً ،،
تلك المذكرة .. تحمل بين صفحاتها كلماتٌ تصف لقائها به وبداية كيمياء الحب بينهما ،،
لقد إعترفت حقاً بحبها له في الصفحات الأخيرة .. إنّها تحبه ،،
كلماتها عذبة جداً .. لقد وصفت سامي بشكل أحسده عليه ،،
يبدو أنّه ليس من السيء أنّ تكون حبيبة الشاب كاتبة في نهاية الأمر كما ظننتْ ،،
ترى هل قرأ سامي المذكرة ؟! ،،
إذا ما قرأها فلا بد أنّهُ قد عرف إلى إي حد تمسكت به .. كالغريق المتمسك بقشة رفيعة للنجاة ،،
لمْ أكنْ أتخيلها كما رأيتها عندما كان سامي يحدثني عنها .. ربما لأنّ فتاة مثلها قد إرتبطت بعقل الكثيرين بالمظهر الجاد والبارد ،،
رفيقات الكتاب والكتّابة .. خطيرات جداً ، هذا ما كانت أتصوره دائما ،،
لكنْ .. منذ رأيتها ذاك اليوم عندما أحضرت الطعام لوالدتها في العمل .. شعرتُ وكأن هزة قلبية قد إعترت صدري وزلزلت كياني ،،
حسناً حتى تلك اللحظة لم أكنْ أعلم أنّها حبيبة صديقي قبل أنّ تنطق بإسمها في النهاية ،،
ربما كان ذاك ما يدعى بالحب منذ النظرة الأولى .. كانت المرة الأولى لي ،،
عرفتُ الكثير من الفتيات لكنْ .. لم تقوى أيٌّ منهنّ على هز قلبي بذاك الشكل رغم الكثير من المحاولات ،،
لديها هالة تدفع الجميع لمحاولة الحصول عليها .. صعبة ،،
ربما لأنّها المرة الأولى التي أقابل فتاة مثلها .. أظننّي أعجبتُ بها ،،
لمْ أستطع التوقف عن التفكير بها .. السؤال عنها دائما بكامل فضولي ،،
لكنْ .. لكنْ ما كان يجعلني متردداً هو صديقي ! ،،
لو لمْ يكنْ يحبها .. حينها لنْ يحصل عليها أحدٌ عداي ،،
حسناً .. أنّا مرتبك جدا ، وغضبي على سامي كان شيئاً لم أفعله من قبل ، لقد كنتُ خائفاً عليه من فتاة كهذه وها أنّا أيضا أقع في نفس الشرك ،،
ما الذي يجب عليه فعله ؟! ،،
أريد أنْ أحسم مشاعري  .. لهذا طلب موعداً لخطبتها من أمها التي رحبت بلأمر بكل رحابة صدر ،،
كان والداي متحمسان جداً فإبنهما أخيراً يفكر بالإرتباط بفتاة واحدة فقط ،،
كان هذا كل ما تمنياه طوال الوقت .. سيحصلان على ما تمنيا قريبا ً ، لكنْ ليس مع ندى ،،
لنْ أرتبط بها .. سأدعها لصديقي ، بعد أنّ أثبت أمرا لنفسي أولا ،،
لا أريد أنّ أدخل في مثلث حبٍ مع صديقي .. علماً أنّي أعلم بخسارتي مسبقاً لها .. فلما أخسره أيضاً ؟! ، أكره المعارك الخاسرة ،،
جاء اليوم التالي .. جاء موعد الذهاب لمنزل ندى الصباح ....!
كانْ مساءٌ بارد جداً ...
حاولتُ أنّ أبدو بكامل أناقتي بشكل غريب ،،
ركبتُ و والداي السيارة التي قادها والدي نحو العنوان الذي وصفتهُ له ، كان في غمرة سعادته هو ووالدتي يتحدثان عن كنتهما ،،
بينما كنتُ غارقاً في التفكير .. فأنّا ذاهبٌ لمعركة حبٍ خاسرة للمرة الأولى ،،
يتم رفضي من قبل فتاة للمرة الأولى أيضاً ....!
ها قد وصلنا أخيراً .. كانت السيدة نرجس في قمة سعادتها .. إستقبلتنا بحرارة بالغة جداً ، دخلنا حيثُ الصالة في وسط المنزل ، المنزل مليء بالألوان الدافئة جداً .. البرتقالي والنبي يغلبان على المكان مع بعض الأخضر .. يبدو أنّهما تحبان هذه الألوان .. أقصد الأم وإبنّتها ،،
- والسيدة نرجس :" أرجوكم تفضولوا ، تصرفوا وكأنكم في منزلكم" .. مبتسمة
لكنْ .. أين ندى ؟ ، لما لم تظهر بعد ،،
تصعد والدتها لرؤيتها وتنزل ولسان حالها يقول : " ستجهز قريباً.. آسفة "
ستجهز .. أمْ أنّها لا تريد التجهز أبداً ..؟! ،،
تبادل الجميع أطراف الحديث وهم يحتسون القهوة في سعادة غامرة ، وأنّا كنتُ أستمع لهم تارة وأنظر ندى علها تنزل في أي وقت تارة أخرى ... لكنّها لم تظهر أبداً ،،
حينْ إعتراني شعور باليأس من رؤيتها .. وحينْ هممتْ بطلب الإذن بالذهاب ، أطلت فتاة بحلة بهية جداً .. لقد كانت ساحرة رغم العقدة بين حاجبيها تلك التي كانت واضحة جداً ،،
إقتربت تحي والداي بكل ود مبتسمة .. وحين حان دوري تجاوزتني ، تركت يدي مفتوحة للهواء .. أي ذلٍ هذا من فتاة ؟!! ،،
لا بأس فأنّا كنت أتوقع الأسوأ حتى .. اللعبة خاسرة لكنّي مصمم على اللإستمرار .. ،،
ملامح والداي تنّم عن الإستنكار والإستغراب .. هززتُ برأسي لهما ألا بأس بلأمر .. ولمحتُ السيدة نرجس تنظر فتاتها بنظرات تنّم عن الإحراج الذي إفتعلهُ منذ قليل ،،
حسناً ربما علي إنقاظ الموقف ببعض المرح ..،،
- " تريد إختبار صبري .. جميع الفتيات يفعلنْ ذلك ، تفكير الفتيات غريبُ جداً " .. مفتعلاً ضحكة
- " هل أبدو لك كباقي الفتيات الواتي تعرفهن يا زير النساء ؟ " .. بتهكم
- " ماذا ؟" .. بإستنكار
- " لما .. لما هذه اللعبة البغيضة هذه الآن ؟ .. هل تستمتع باللعب مثل هذه اللعب مع الفتيات ، تعطيهن الأمل الكثير من الأمل لتحطم قلوبهنّ وتذهب ؟! "
- " حسناً .. يبدو أنّ علينا التحدثً على إنفراد " .. بجدية
- " وإنّ رفضت " ... بتحدي
- " سيفوتك كلامٌ مهم عنْ شخصٍ تعرفينه "
- " شخصٌ أعرفه ؟! " .. بدهشة
مشهدٌ درامي غريب .. والداي والسيدة نرجس لا أحد فيهم يستوعب الأمر وجميعهم في دهشة من أمرهم ..
أمسكتُ بيدها ذهبنا خارج المنزل للتحدث .. كان الوقتُ مساءً والجو باردٌ جداً ،،
لمْ يكنْ أياً منا يرتدي معطفاً يقينا من البرد .. لا أظن أنّ أحدنا قد شعر بالبرد حينها ..،،
- " من ؟ .. من الشخص الذي أعرفه ولديك ما تقوله عنْه ؟ " ..بغضب
- " سامي .. حبيبك سامي " .. بهدوء
- " كيف تعرفه ؟" .. بدهشة
- " إنّه صديقي منذ الطفولة .. سامي صديقي يا آنسة "
غرقتْ في دهشتها أظنّها ما كانتْ تتوقع أنّ يأتي صديق حبيبها لخطبتها ،،
- " إذا كنتَ صديقهُ لما تفعل هذا الآن ؟" .. بدهشة
- " لا أرغب بالإرتباط بكِ كوني مطمئنة .. كنتُ اركِ رفقة والدتك من بعيد .. شعرتُ كثيراً بالفضول عنْ من تكونين من الفتيات ، في ذاك الوقت كان يحدثني صديقي عن فتاة تشبهك .. لم أتوقع أنّ تكونَ تلك الفتاة أنّتي حقا حتى ذاك اليوم الذي طلبت والدتك مني الجلوس معكما لتناول الغداء ، شعرتُ بفضول أكبر تجاهك رغبتُ بكِ بشكل غريب جعلني لوهلة أفكر بأنّ أغير من نفسي وحياتي  .. أنّ أترك الفتيات وحياة اللهو ، أنّ أصبح إنساناً مستقيما ، لكن في اللحظة التي نطقتي بإسمكِ فيها إمامي أصبح كل ذلك مشوشاً فجأة .. لم أعلم ما الذي أفعله ، هل أحصل عليكِ مهما كلفني الأمر ؟ .. أم أدعكِ لصديقي الذي تعذب كثيراً ومرض بسبب حبه لكِ ؟ ، معرفة أنّنا نتشارك حب الفتاة نفسها أمرٌ أغضبني جداً .. ذهبتُ لرؤيته حينَ لمْ أجده توقعتُ أنّه برفقتك ، في تلك اللحظة كنتُ أعبثُ بأغراضه كالعادة فوجدتُ مذكرتك معه .. لمْ أستطع منع نفسي من قرأتها كما فعل ، وليتنّي لم أقرأها .. شعرتُ أنّ قلبي تحطم ، شعرتُ بالغيرة منه .. غضبتُ عليه إسمعتهُ كلامٌ غريب وذهبتُ مغلقاً الباب خلفي بقوة .. ما أفعلهُ الآن  ما هو إلا معركة حب خاسرة أرفع رايتي البيضاء بها ، ربما كانت فرصتي الوحيدة للإعتراف بأنّي أعجبتُ بكِ أنّي سأتخلى عن مشاعره هذه لأجلكما أنتي وصديقي ، ربما لهذا جئتُ مفتعلاً كل هذه المسرحية الغريبة ، علي أنّ أعترف أنّ لا فتاة أحبتني لليوم .. جميعهن يتقربن مني لأجل جمالي ولأجل المال ، ربما لهذا لم أستطع إعطاء أي واحدة قلبي ، ربما لهذا جعلتُ الأمر تسلية لا أكثر .. ربما علي أنّ أبقى هكذا فلا أظننّي سأجد فتاة أخرى تشبهك لتكون وحدها في حياتي تحبني لشخصيّ أنّا ، ما بك يا زير النساء لي من طبعك قول مثل هذا الكلام .. أنّا آسف سأنصرفُ الآن"
- " مهلاً " .. تستوقفني
- " ماذا .. هل تريدين معرفة المزيد عن صديقي ، آه آسف لقد تحدثتُ عن نفسي بدلاً من التحدث عنه " .. بغصة
- " ستجدها .. الفتيات الجيدات كثيرات ، لكن بريق الفتيات المزركش بالإكسسوارات يغضي عليهن .. ستجدها تلك من تحبك لنفسك لا لجمالك ومالك يا سالم ، فقط أنتظر قليلاً "
- " كم من الوقت سأنتظر .. لما يحظى صديقي بالفتيات الجيدات عكسي ، كم أنّا ساخط لهذا " .. بإنفعال
- " فتيات ؟ .. هل كان في حياته فتيات غيري " .. بدهشة وصدمة
- " كانْ هناك واحدة فقط " .. بحزن
- " من ؟  ... ماذا حصل بينهما ؟ "
- " توفيتْ .. كانت لطيفة وهائة مثلك عكس أنّها تحب التطريز وحياكة الصف بدل القراءة الكتابة ، كانت مريضة " .. بحزن
- " هذا مؤسفٌ حقاً .. لكنْ أليس من الأفضل لو لم تخبرني لأمر ! "
- " هل كنتِ تتوقعين منهُ إخباركِ ؟ " .. بتهكم
- " ربما ؟ "
- " لن يفعل أأوكد لكِ ذلك .. حسناً البرد قارسٌ جداً علينا الدخول للمنزل"
- " أجل معك حق " .. تحتضن نفسها من البرد
دخلنا المنزل بقينا قليلاً ثم أدليتُ لوالدي بعدم رغبة الآنسة بلإرتباط حالياً ، وخرجنا بهدوء دون أي جلبة ...
كانت عينا السيدة نرجس تنّم عن الآسف الشديد ،،
ووالداي سارا يجران أذيال الخية .. تطاير كل ما حلما به  من زوجة إبن واحفاد .. سينظران طويلاً ،،
لما قلتُ عنها أنّها توفيتْ .. حسناً ما كان علي ذكر الأمر أمها منذ البداية ، كان زلة لسان غبية ، سامحيني لأنّي كذبتُ عليكِ يا ندى ،،
ودعناهما ودخلنا السيارة عائدين للمنزل وفي الطريق طلبتُ من والدي التوقف بمكان قريب من منزل سامي ،،
رغبتُ بشدة برؤيته ..
نزلتُ من السيارة .. طرقتُ باب منزلهم ، فتحت لي والدته الباب بإبتسامتها الكبيرة ، رحبت بي وطلبت منّي الدخول ..
كان سامي في غرفته عندما طرقت الباب أطلب الإذن بالدخول ،،
كان حين دخلتُ يحمل بين يديه إطار صور وضع بداخله ورقة كتب عليها عبارة ، ( الحقيقة المرة أفضل من الأوهام البالية ولو أسفرت عن قلب محطم) .. جاءت هذه العبارة بوقتها ،،
- " مساء الخير .. سامي"
- " سالم .. مسا الخير ، لما انت هنا ؟ "
- " جئتُ لرؤيتك " .. وغرقت عياني بالدموع
- " سالم ما بكِ " .. أندفع لضمي بين ذراعيه
- " أحبك .. أحسك .. أنا آسفٌ سامي " .. ببكاء
- " لا بأس فنحن صديقان " .. يواسيني
حدثتهُ بأمر اليوم .. حدثتهُ عن حبي لها ، كيف رأيتها للمرة الأولى وبقيتُ أنظر لها من بعيد لفترة ، لم أعلم أنّها الفتاة التي يحبها .. حدثته عن اللحظة التي كنتُ اتردد فيها ألف مرة للتقرب منه وإتراجع لأجله ، حدثته عن المذكرة وعما قرأته .. أخبرته أنّها تحبه ،،
وألا يفلتها من بين يديه بسهولة أبداً ...

لم أكنْ أعلم عنها سوى هيئتها الخارجية .. في اللحظة التي كان يعلم عنها كل شيء ويحدثني عنها ،،
إنّهما جيدان معا .. سأفرح لهما كثيراً إذا ما تزوجا ...
كما فعلتُ وأخبرتُ ندى بأمر ما كان علي إخبارها عنه .. أخبرتُ سامي بأمر ما كتبْ بالمذكرة أمرٌ لم يكن علي إخباره عنه ،،

ذهنّي المشوش جلعني أفتعل الكثير من الحماقات اليوم ..

                                  يتبع ،،
                               بقلمي \ سناء قبها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق