كنت
في عجلة من أمري , لم أعي ما حصل حتى وجدت نفسي في وسط الطريق دون معطف يقيني
البرد الزاحف إلى عظامي بشدة , الشتاء هذا العام قارص جدا ..!
كان
من المفترض أن بريدا قد وصلني من شخص كنت أحبه وسافر بعيدا , خرجت مسرعة لمركز
البريد لاستلام ما وصلني لكن شيئا لم يصل , أشعر وكأن قلبي قد تجمد , لم يعد
يذكرني ولا شك الآن .. الغربة غيرته بالتأكيد !
كنت
عائدة أجر خلفي أذيال الخيبة بخطى متثاقلة , وقفت أبكي والسماء .. لم ألحظه يقترب
مني ويحجب قطرات المطر عني بمظلته , أشار الي طالبا أن امسك المظلة فهمت ما يريد
وأمسكتها , خلع معطفه وضعه على كتفي وذهب , هكذا دون أن يتفوه بأي كلمة حتى ..!
غريب
لا أعرف عنه شيئا سوى لون مظلته ورائحته على المعطف , لديه عطر قوي مميز لم تستطع
قطرات المطر غسلها ..!
عدت
للمنزل انفض عني نفسي والحزن , اسير نحو الموقد لاتدفأ الجو بارد جدا , أخلع
المعطف أعلقه ..!
مضت
الأيام ولا أعرف صاحبه من يكون لأعيده إليه حتى جاء ذات اليوم في دار السينما ,
لقد تعرفت على رائحة العطر , في الظلام حيث جميع الأوجه غير مرئية كيف سأجده ?! ,
خرجت مسرعة عند نهاية الفلم أقف عند الباب أنظر لوجوه الجميع علني أجده لكني لم
أجده ..!
استغرب
الجميع أفعالي ولا يمكنني التوضيح , بقي المعطف معلقا بين ملابسي في خزانتي سنتين
وأكثر ..!
كدت
أنسى تلك الرائحة , رائحة العطر حتى جاء ذات يوم والدي يحمل لي خبرا سارا , شاب
يريد التقدم لخطبتي , لقد كنت قد تخلصت من بواقي مشاعري لحبي القديم ولم أعترض على
الأمر , و وافقت علي رؤيته في المساء وأهله !
جاء
المساء وما أن دخل المنزل حتى تذكرت تلك الرائحة , لمحته من بعيد فتجمدت مكاني
واختبئت , دخلوا و والدي إلى غرفة الضيافة , صعدت غرفتي إرتديت المعطف رغم أن
الفصل ضيفا , ونزلت به لأقول له :" أهلا وسهلا " , استغرب الجميع من
إرتدائي للمعطف في الحر عداه , لقد فهم معناها وقال :" جميل أنك لا زلتي
تذكرينني " , قلت له :" لا أنسى شخصا قدم إلي يد العون يوما " ,
قال :" اعجبتني أكثر الآن" ..!
قصة
حب جميلة قد بدأت حينها لكن في الحلال , فالحلال دائم أكثر ممن أحب سرا وهرب بعيدا
دون أثر !
بقلمي \ سناء قبها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق